بمناسبة الذكرى السنوية الثلاثين لتأسيس المؤسسة الإسلامية لتأمين الاستثمار وائتمان الصادرات، يسعدني أن أقدّم لكم الإصدار السابع من تقرير فاعلية التنمية السنوي، الذي يقدّم نظرة ثاقبة حول الطريقة الاستراتيجية التي يتمّ من خلالها تصميم خدمات التأمين التي تقدمها المؤسسة لتحقيق تأثيرات مستهدفة في القطاعات التنموية الرئيسية، ممّا يساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة بأسلوبٍ يتماشى مع خطط التنمية الوطنية للدول الأعضاء.

وقد ساعدنا، على مدار تاريخنا الممتد على مدار ثلاثين عاماً، في توسيع فرص التجارة والاستثمار لدى دولنا الأعضاء، ودعم آلاف المصدّرين للمغامرة في أسواق جديدة. وفي عام 2023، بلغنا علامة فارقة مهمة، إذ تجاوز حجم الأعمال التراكمية المؤمن عليها منذ التأسيس 100 مليار دولار أمريكي، وقد تمّ تنفيذ أكثر من نصف هذه الأعمال في السنوات الخمس الماضية وحدها. وللتأكيد على نمونا وتأثيرنا الكبيرين في السنوات الأخيرة، تجاوزت حجم أعمالنا في التجارة والاستثمار داخل منظمة التعاون الإسلامي 50 مليار دولار أمريكي في عام 2023.

هذا وقد واجهت المؤسسة خلال عام 2023 تحدّيات عالمية كبيرة تمثّلت بالعواقب الاقتصادية للجائحة، والصراع في أوكرانيا الذي سبّب أزمة كبيرة في مجال الطاقة، وانقطاع متكرر في سلسلة توريد السلع الغذائية الأساسية، غير أننا استجبنا لهذه التحديات الخطيرة من خلال إقامة شراكات حاسمة لدعم برامج الأمن الغذائي للدول الأعضاء، وفعّلنا صندوق الضمان العربي الإفريقي (AAGF)، الذي يتضمن عنصر الأمن الغذائي، كما أننا سرّعنا من وتيرة مساهمتنا لمجابهة التحديات التي تشكّل عائقاً أمام تحقيق الأمن الغذائي العالمي، وتجاوزنا تعهدنا الأولي بالمساهمة بمبلغ 500 مليون دولار أمريكي من خلال الموافقة على 788 مليون دولار أمريكي بحلول نهاية عام 2023 كجزء من برنامج الاستجابة الشاملة للأمن الغذائي (FSRP )  التابع لمجموعة البنك الإسلامي للتنمية البالغ 10.5 مليار دولار أمريكي.

ولا نزال ملتزمين بتوسيع نطاق تأثيرنا ليشمل العمل المناخي والأمن الغذائي لصالح الدول الأعضاء. وسنواصل التواصل مع أصحاب المصلحة لتحديد التحديات وابتكار حلول تأمينٍ مخصصة. وخلال المؤتمر الثامن والعشرين للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ في دبي، أطلقت المؤسسة سياسة تغير المناخ وإطار عمل الحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات، مما يؤكد الزخم في سياسة المؤسسة نحو تعزيز التنمية المستدامة والمرونة في مواجهة التحديات المتعلقة بالمناخ. إضافة إلى ذلك، انضمّ البنك الإسلامي للتنمية والمؤسسة الإسلامية لتأمين الاستثمار وائتمان الصادرات إلى منصة تمويل تسريع التحوّل في مجال الطاقة (ETAF)، التي تديرها الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (IRENA)، وبذلك باتت المؤسسة لاعباَ أساسياً في مبادرات العمل المناخي.

وسنواصل في المستقبل الالتزام بتعزيز مهمتنا وتوسيع نطاق تأثيرنا خلال السنوات القادمة. وسنستمر في العمل بشكل وثيق مع الدول الأعضاء والشركاء وأصحاب المصلحة لتحديد التحديات الناشئة وتطوير حلول تأمينية مخصصة تلبي احتياجاتها الخاصة. وسنسعى جاهدين، من خلال التعاون والابتكار، لخلق بيئةٍ مواتية للنمو الاقتصادي المستدام وتيسير التجارة وجذب الاستثمار الأجنبي المباشر.

وفي الختام، نودّ أن نعرب عن عميق امتناننا للرئيس التنفيذي للمؤسسة المنتهية ولايته، السيد أسامة القيسي، على النمو الملحوظ في حجم الأعمال المؤمّن عليها والأثر التنموي الذي شهدته المؤسسة في عهده، مع الحفاظ على تحقيق ربحٍ مستمرٍ لها.